Monday, August 31, 2009

تعالا خد كشكولك...

الوقت... تقريبا كده كان شهر اربعة, لما السنة قربت تخلص ( السنة الدراسية طبعا), المكان.. كان في مدرسة إعدادي, وتحديدا كان في فصل من الفصول
العيال قاعدين زي كل يوم , بيرغوا ويلعبوا ولا هاممهم, أصل المدرسة عندهم مبقيتش مذاكرة وجد واجتهاد.. لااااء, دي بقت لعب ودلع وحاجات تانية

كانت حصة العربي, وكانت المس( المدرسة يعني) مديالهم واجب يعملوه وكانت قاعدة بتصحح الكشاكيل

طبعا أنتم فاهمين الطلاب اليومين دول, نصهم مبيعملش الواجب, والنص التاني بيعمله أي كلام, مش بيهمه قوي إنه يعمله كويس, مبتفرقش معاهم الدرجات والتميز والتفوق والكلام اللي مايأكلش عيش ده, هم يعني يوم مايعملوا الواجب, بيعملوه عشان الأبلة ماتزعقش, عشان مايتسئلوش عنه.. تكبير دماغ يعني مش أكتر

أخينا كان قاعد (زي ماحكينا في بداية الحكاية) وفجأة, المس ندهت اسمه... بس هو استغرب ( أصلها في العادي بتسيب العيال يرغوا في الفصل براحتهم , مش بتخنق على حد)... قامت بصيتله وقالت: "تعالا خد كشكولك"

الغريبة إن ملامح وشها كانت جد جدا, شكلها كده متضايق, والولد حس بمشكلة

من سكات قالها حاضر, بس هو كان جواه خايف.. وهو رايح لها قعد يفكر بينه وبين نفسه: يا ترى هي عايزاني ليه!!, مالها!!.... يانهاري!!.. أكيد هتخانقني على الهامش اللي دايما تقوللي أعمله على يمين الصفحة وانا بطنش عشان بزهق من التسطير.... ياخبر لو هتخانقني إني كتبت بالأحمر في الكشكول مع إنها دايما تقوللنا اكتبوا بالأزرق بس!! يا خراشي لو خدت بالها من بقعة الصلصة اللي وقعت على الكشكول وانا باكل مكرونة عليه امبارح!!!.. ربنا يستر....لأ ده ان شاء الله خير, أكيد هتمدح فيا عشان أنا عملت الواجب كويس ( أو بمعنى أصح, اخويا الكبير عملهولي كويس) خير ان شاء الله خير, أنا مطمن ومش هشيل هم, هي أصلا بتحبني يعني, بس ربنا يستر على التكشيرة اللي في وشها دي!!

اخينا وصل لحد عندها عشان ياخد الكشكول... يا ترى, تفتكروا قالتله إيه؟؟؟

قصتي خلاص خلصت

القصة إننا قاعدين في الدنيا اللي هي أساسا مرحلة "إعدادي" للمكان اللي هنكون فيه في الاخرة.. وناس كتير قاعدين ساهيين ولا على بالهم

القصة إننا بنعمل الفروض اللي ربنا فرضها علينا ( لو عملناها) تأدية واجب, عشان ربنا مايحاسبناش عليها يوم القيامة وخلاص, وقليل اللي بيهتم مش بس إنه يدخل الجنة, لأ كمان يعلى فيها درجات ودرجات ويبقى في فصل المتفوقين

القصة إن كل واحد فينا عارف كويس ذنوبه,عارف الصح من الغلط, عارف هو مقصر في إيه, وإيه الفرض اللي كان بيعمله وسابه أو بطل يعمله, وإيه الحق اللي عليه ومش بيأديه.. عارف كويس قوي إيه الحاجة اللي خايف إن ربنا يسأله عنها يوم القيامة قدام البشر كلهم ومايكونش مجهزلها إجابة

القصة, إن ناس كتير مابتحطش ال"هامش" اللي ربنا قال عليه, وكشاكلهم فيها "خطوط حمراء" كتير, ومليانة "بقع" في كل حتة

القصة إن ناس كتير, رغم إنها عارفة كويس قوي ذنوبها, إلا إنها معتمدة زيادة حبتين على كرم ربنا ورحمته, مش مستوعبين إن ربنا الرحيم هو نفسه ربنا اللي امرنا إننا نعمل ده ونبعد عن ده وقالنا إننا هتحاسب على كل حاجة

القصة, إن طول ما الناس شايفة إنها مش بتتسئل, والنعم حواليها من كل حتة, نسيوا تماما إن هييجي يوم تتسئل عن كشاكلها (أو اجنداتها لو فاكرين حكاية اجندة كل سنة)


القصة, إن ناس كتير قوي فرحانة بحياتها, وفاكرة إن اللي عملته كفاية قوي, مع إنه ممكن يكون مش كفاية, وممكن قوي يكون من غير نية لوجه الله

القصة, إن الناس دي, مش بتهتم بدرجاتها, مش بتهتم بالتقديرات, مع إن في حقيقة غايبة عنهم.. إن الدرجات دي لو ماكفتش,
محدش هيعيد السنة

رمضان فرصة عظيمة نستغلها, نعمل الواجب, ونزود حبة, ونجيب تقدير.. ولما اسمنا يتنده قدام بقيت الفصل, ويتقاللنا "تعالا خد كشكولك"... ناخد كشكولنا واحنا مطمنين, عاملين الواجب وزيادة, ومش مكسوفين إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هيشوفه كمان وهنتسئل قدامه

"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"

كل سنة وأنتم طيبين :)

No comments:

Post a Comment